0

شعر أبي تمام في الرثاء

اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليشعر أبي تمام في الرثاءلم يترك أبو تمام غرضًا شعريًّا إلا وكتب فيه الكثير من القصائد التي تتميز بصدق العاطفة وسلاسة اللغة، ومن ذلك قصائده التي قالها فيالرثاء، وسنخصص هذا المقال لعرض أشهر قصائد الرثاء:قصيدة: كذا فليجل الخطب وليفدح الأمرقال أبو تمام:كَذا فَليَجِلَّ الخَطبُ وَليَفدَحِ الأَمرُفَلَيسَ لِعَينٍ لَم يَفِض ماؤُها عُذرُتُوُفِّيَتِ الآمالُ بَعدَ مُحَمَّدٍوَأَصبَحَ في شُغلٍ عَنِ السَفَرِ السَفرُوَما كانَ إِلّا مالَ مَن قَلَّ مالُهُوَذُخراً لِمَن أَمسى وَلَيسَ لَهُ ذُخرُوَما كانَ يَدري مُجتَدي جودِ كَفِّهِإِذا ما اِستَهَلَّت أَنَّهُ خُلِقَ العُسرُأَلا في سَبيلِ اللَهِ مَن عُطِّلَت لَهُفِجاجُ سَبيلِ اللَهِ وَاِنثَغَرَ الثَغرُفَتىً كُلَّما فاضَت عُيونُ قَبيلَةٍدَماً ضَحِكَت عَنهُ الأَحاديثُ وَالذِكرُفَتىً ماتَ بَينَ الضَربِ وَالطَعنِ ميتَةًتَقومُ مَقامَ النَصرِ إِذ فاتَهُ النَصرُوَما ماتَ حَتّى ماتَ مَضرِبُ سَيفِهِمِنَ الضَربِ وَاِعتَلَّت عَلَيهِ القَنا السُمرُوَقَد كانَ فَوتُ المَوتِ سَهلاً فَرَدَّهُإِلَيهِ الحِفاظُ المُرُّ وَالخُلُقُ الوَعرُوَنَفسٌ تَعافُ العارَ حَتّى كَأَنَّهُهُوَ الكُفرُ يَومَ الرَوعِ أَو دونَهُ الكُفرُفَأَثبَتَ في مُستَنقَعِ المَوتِ رِجلَهُوَقالَ لَها مِن تَحتِ أَخمُصِكِ الحَشرُغَدا غَدوَةً وَالحَمدُ نَسجُ رِدائِهِفَلَم يَنصَرِف إِلّا وَأَكفانُهُ الأَجرُتَرَدّى ثِيابَ المَوتِ حُمراً فَما أَتىلَها اللَيلُ إِلّا وَهيَ مِن سُندُسٍ خُضرُكَأَنَّ بَني نَبهانَ يَومَ وَفاتِهِنُجومُ سَماءٍ خَرَّ مِن بَينِها البَدرُيُعَزَّونَ عَن ثاوٍ تُعَزّى بِهِ العُلىوَيَبكي عَلَيهِ الجودُ وَالبَأسُ وَالشِعرُوَأَنّى لَهُم صَبرٌ عَلَيهِ وَقَد مَضىإِلىالمَوتِحَتّى اِستُشهِدا هُوَ وَالصَبرُفَتىً كانَ عَذبَ الروحِ لا مِن غَضاضَةٍوَلَكِنَّ كِبراً أَن يُقالَ بِهِ كِبرُفَتىً سَلَبَتهُ الخَيلُ وَهوَ حِمىً لَهاوَبَزَّتهُ نارُ الحَربِ وَهوَ لَها جَمرُوَقَد كانَتِ البيضُ المَآثيرُ في الوَغىبَواتِرَ فَهيَ الآنَ مِن بَعدِهِ بُترُأَمِن بَعدِ طَيِّ الحادِثاتِ مُحَمَّداًيَكونُ لِأَثوابِ النَدى أَبَداً نَشرُإِذا شَجَراتُ العُرفِ جُذَّت أُصولُهافَفي أَيِّ فَرعٍ يوجَدُ الوَرَقُ النَضرُلَئِن أُبغِضَ الدَهرُ الخَؤونُ لِفَقدِهِلَعَهدي بِهِ مِمَّن يُحَبُّ لَهُ الدَهرُلَئِن غَدَرَت في الرَوعِ أَيّامُهُ بِهِلَما زالَتِ الأَيّامُ شيمَتُها الغَدرُلَئِن أُلبِسَت فيهِ المُصيبَةَ طَيِّئٌلَما عُرِّيَت مِنها تَميمٌ وَلا بَكرُكَذَلِكَ ما نَنفَكُّ نَفقِدُ هالِكاًيُشارِكُنا في فَقدِهِ البَدوُ وَالحَضرُسَقىالغَيثُغَيثاً وارَتِ الأَرضُ شَخصَهُوَإِن لَم يَكُن فيهِ سَحابٌ وَلا قَطرُوَكَيفَ اِحتِمالي لِلسَحابِ صَنيعَةًبِإِسقائِها قَبراً وَفي لَحدِهِ البَحرُمَضى طاهِرَ الأَثوابِ لَم تَبقَ رَوضَةٌغَداةَ ثَوى إِلّا اِشتَهَت أَنَّها قَبرُثَوى في الثَرى مَن كانَ يَحيا بِهِ الثَرىوَيَغمُرُ صَرفَالدَهرِنائِلُهُ الغَمرُعَلَيكَ سَلامُ اللَهِ وَقفاً فَإِنَّنيرَأَيتُ الكَريمَ الحُرَّ لَيسَ لَهُ عُمرُ.قصيدة: ها إن هذا موقف الجازعفي هذاالشعرقال أبو تمام:ها إِنَّ هَذا مَوقِفُ الجازِعِأَقوى وَسُؤرُ الزَمَنِ الفاجِعِدارٌ سَقاها بَعدَ سُكّانِهاصَرفُ النَوى مِن سَمِّهِ الناقِعِوَلا تَلوما ذا الهَوى إِنَّهالَيسَت بِبِدعٍ حَنَّةُ النازِعِلَو قَبلَ ما كانَ مَزوراً بِهاإِذاً لَسُرَّ الرَبعُ بِالرابِعِفَاِعتَبِرا وَاِستَعبِرا ساعَةًفَالدَمعُ قِرنٌ لِلجَوى الرادِعِأَخلَت رُباها كُلُّ سَيفانَةٍتَخلَعُ قَلبَ المَلِكِ الخالِعِيُصبِحُ في الحُبِّ لَها ضارِعاًمَن لَيسَ عِندَ السَيفِ بِالضارِعِرودٌ إِذا جَرَّدتَ في حُسنِهافِكرَكَ دَلَّتكَ عَلى الصانِعِنوحٌ صَفا مُذ عَهدِ نوحٍ لَهُشِربُ العُلى في الحَسَبِ الفارِعِمُطَّرِدُ الآباءِ في نِسبَةٍكَالصُبحِ في إِشراقِهِ الساطِعِمَناسِبٌ تُحسَبُ مِن ضَوئِهامَنازِلاً لِلقَمَرِ الطالِعِكَالدَلوِ وَالحوتِ وَأَشراطِهِوَالبَطنِ وَالنَجمِ إِلى البالِعِنوحُ بنُ عَمرِو بنِ حُوَيِّ بنِ عَمرِو بنِ حُوَيِّ بنِ الفَتى ماتِعِالسَكسَكِيُّ المَجدِ كِندِيُّهُوَأُدَدِيُّ السُؤدُدِ الناصِعِلِلجَدبِ في أَموالِهِ مَرتَعٌوَمَقنَعٌ في الخِصبِ لِلقانِعِقَد أَشرَقَت في قَومِهِ مِنهُمُناصِيَةٌ تَنأى عَنِ السافِعِكَم فارِسٍ فيهِم إِذا اِستُصرِخوامِثلِ سِنانِ الصَعدَةِ اللامِعِيُكرِهُ صَدرَ الرُمحِ أَو يَنثَنيوَقَد تَرَوّى مِن دَمٍ مائِعِبِطَعنَةٍ خَرقاءَ تَأتي عَلىحَزامَةِ المُستَلئمِ الدارِعِيُنفِذُ في الآجالِ أَحكامَهُأَمرَ مُطاعِ الأَمرِ في طائِعِيُخلى لَها المَأزِقُ يَومَ الوَغىعَن فُرجَةٍ في الصَفِّ كَالشارِعِإِنَّ حُوَيّاً حاجَتي فَاِقضِهاوَرُدَّ جَأشَ المُشفِقِ الجازِعِفَتىً يَمانٍ كَاليَماني الَّذييَعرُمُ حَرّاهُ عَلى الوازِعِفي حِليِهِ النابي وَفي جَفنِهِوَفي مَضاءِ الصارِمِ القاطِعِيُجاوِزُ الخَفضَ وَأَفياءَهُإِلى السُرى وَالسَفَرِ الشاسِعِأَدَلُّ بِالقَفرِ وَأَهدى لَهُمِنَ الدُعَيميصِ وَمِن رافِعِيَعلَمُ أَنَّ الداءَ مُستَحلِسٌتَحتَ جَمامِ الفَرَسِ الرائِعِوَالطائِرُ الطائِرُ في شانِهِيُلوي بِخَطِّ الطائِرِ الواقِعِأَخفَقَ فَاِستَقدَمَ في هِمَّةٍوَغادَرَ الرَتعَةَ لِلراتِعِتَرمي العُلى مِنهُ بِمُستَيقِظٍلا فاتِرِ الطَرفِ وَلا خاشِعِوَإِنَّما الفَتكُ لِذي لَأمَةٍشَبعانَ أَو ذي كَرَمٍ جائِعِأُنشُر لَهُ أُحدوثَةً غَضَّةًتُصغي إِلَيها أُذُنُ السامِعِإِن يُرفَعِ السَجفُ لَهُ اليَومَ يَرفَعهُ غَداً في المَشهَدِ البارِعِفَرُبَّ مَشفوعٍ لَهُ لَم يَرَمحَتّى غَدا يَشفَعُ لِلشافِعِإِن أَنتَ لَم تَنهَض بِهِ صاعِداًفي مُستَرادِ الزاهِرِ اليانِعِحَتّى يُرى مُعتَدِلاً أَمرُهُبَعدَ اِلتِياثِ الأَمَلِ الظالِعِأَكدى الَّذي يَعتَدُّهُ عُدَّةًوَضاعَ مَن يَرجوهُ لِلضائِعِ.قصيدة: عياش زف إليك جهد جاهدقالأبو تمام:عَيّاشُ زُفَّ إِلَيكَ جَهدٌ جاهِدُوَاِحتَلَّ ساحَتَكَ البَلاءُ الراكِدُما اللُؤمُ لُؤماً إِن عَداكَ لُبانُهُوَعَدَوتَهُ وَلَهيعَةٌ لَكَ والِدُأَلِفَ الهِجاءَ فما يبالي عِرضُهُأَهَجاهُ أَلفٌ أَم هَجاهُ واحِدُسَمُجَت بِكَ الدُنيا فَما لَكَ حامِدٌوَسَمَجتَ بِالدُنيا فَما لَكَ حاسِدُلَأُنَكِّلَنَّكَ أَن تَكونَ لِشاعِرٍمِن بَعدِها غَرَضاً وَأَصلُكَ فاسِدُوَلَأُشهِرَنَّ عَلَيكَ شُنعَ أَوابِدٍيُحسَبنَ أَسيافاً وَهُنَّ قَصائِدُفيها لِأَعناقِ اللِئامِ جَوامِعٌتَبقى وَأَعناقِ الكِرامِ قَلائِدُيَلزَمنَ عَرضَ قَفاكَ وَسمَ خَزايَةٍلَم يُخزِها بِأَبي عُيَينَةَ خالِدُوَاللَهُ يَعلَمُ أَنَّ شِعراً شابَهُفيكَ الهِجاءُ أَوِ المَديحُ لَكاسِدُفَاِلبَس ثِيابَ فَضائِحٍ أَسدَيتَهاأَشراً وَأَلحَمَها أَخوكَ البارِدُ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *