0

قصيدة أبي العتاهية نأتي إلى الدنيا

اقرأ أيضاًخصائص الخطابة: فن الخطابة والإلقاءالخطابة في العصر الجاهليكلمات قصيدة: نأتي إلى الدنياقال الشّاعرأبو العتاهية:نأتي إلى الدنيا ونحن سواسيةطفلُ الملوك هنا، كطفل الحاشيةونغادر الدنيا ونحن كما ترىمتشابهون على قبور حافيةأعمالنا تُعلي وتَخفض شأنناوحسابُنا بالحق يوم الغاشيةحور وأنهار، قصورعاليةوجهنمٌ تُصلى، ونار حاميةفاختر لنفسك ما تُحب وتبتغيما دام يومُك والليالي باقيةوغداً مصيرك لا تراجع بعدهإما جنان الخلد وإما الهاويةالموضوع العام لقصيدة: نأتي إلى الدنيايشير الشاعر إلى أن تعظيم الله تعالى يكون بالالتفات لجبروته وقوته وعظمته، والحياء منه، والامتنان الدائم على نعمه التي لا تحصى خاصة نعمة العقل التي تمنح البشرالإرادة، والرقي، والرحمة والمودة، وعليه تنضبط تصرفاتهم وتُحفظ عليهم أصالتهم، وتجعل القيادة بيدهم والوصاية في أنفسهم.وتمثل هذه القصيدة قصة الحياة ويشرح الشاعر معناها بطريقة عميقة يتجلى فيها ألق الكتابة، وانفراد الألفاظ، وحسن النظم، حيث أن كل علامة في القصيدة عبارة عن علامة دالة ومهمة في جانب الوعظ ويستند بنصحه ووعظه على البصيرة وأهميتها، وأهمية تحكيم العقب وحسن الرؤية والتفكر.ومنه يُحسن الشاعر تلخيص الدنيا ووصفها، وكيفية عرضها بصورة مجردة بأبيات بسيطة مكثفة المعنى، ويتجاوز إلى ما بعد الموت فإما حال الإنسان للجنة وإما للنار والمصير ثابت لا يمكن أن يرجع المرء بعده ليعدل عمله ولا يحسنه، وينصح القارئ لهذه الأبيات أن يلتفت ليومه ويستغله حتى لا يتحسر على مرور عمره دون أن يُعد لمصيره.

ويلاحظ في هذه القصيدة أنشعر الزهدعند أبي العتاهية يتجلى بأدق صوره؛ فتظهر النزعة الدينية بصورة مبالغ بها، ويستخدم أسلوب المحاججة وتقديم الإقناع للقارئ، كما أنه يستخدم أسلوب الترغيب والترهيب بشكل واضح، ويذكر بالله والمصير، ويستخدم وترًا مهمًا فيدمج بين الإقناع العقلي، والتأثير على العاطفة ويدلل على مقصده بألفاظ سهلة وواضحة.معاني المفردات في قصيدة: نأتي إلى الدنياالمفردةالمعنىسواسيةالذين تعادلوا واستووا في شيءيوم الغاشيةيوم القيامةجِنانالجِنان جمع مفردُه جنّةالخُلددار البقاءقائل قصيدة: نأتي إلى الدنياهو إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني العنزي الذي اشتهر بأبي العتاهية، وقد عاش في الفترة (130ه‍-211ه‍)، وقد قيل فيه أنه شاعر مكثر وسريع الخاطر، وطودة شعره عالية وقوية، وهو مبدع وجياش العاطفة.وكان ينظم ما يقارب مئة ومئة وخمسين بيتًا في اليوم الواحد لهذا لم يكن من الممكن أن يحيط الإنسان بكل شعره وقصائده، ويُصنف الشاعر من فئة الشعراء الأفذاذ، ويعتبر من فئة طبقة الشعراء الفحول مثل بشار بن برد، وأبي نواس.

ومما عُرف عنه أنه اشتهر بشعر الزهديات، حتى أن الإمام يوسف بن عبد الله القرطبي حاول جمع كل زهدياته التي تتضمن الحكمة والمواعظ، فكانت قصائده تجري مجرى الأمثال، وقد تضمن شعره الكثير من المواضيع، منها الزهد والمديح والتي هيمنت على موضوعات شعر عصره.أمّا عن مهنته فقد عمل في بيع الأواني الفخارية المسماة بالجرار فلُقب بالجَرار، وارتبط بالخلفاء حتى ارتفعت مكانته وصار عالي الشأن.، وقد حصلت معه الكثير من المواقف بسبب شعره، أشهرها موقفه مع الخليفة العباسي المهدي حيث بلغه أن أبي العتاهية ترك قول الشعر، فأحضره وسجنه وهدده بالقتل إن لم يستأنف قول الشعر فعاد لنظمه، توفي في بغداد وكان من أبرز الشعراء وأشهرهم قولًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *