الأساليب البلاغية في قصيدة قذى بعينك
الأساليب البلاغيةمعنى الإطناب في اللغة العربيةالأساليب البلاغية في قصيدة قذى بعينكأظهرت الخنساء لوعتها الشديدة على أخيها في هذه المرثية التي تنوعت بها الأساليب البلاغية لجعل القصيدة أوقع في النفس، ونذكر لك بعضا منها الآتي:التصريعتقول الخنساء:قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُأَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُتظهر من خلال اتفاق صدر البيت الأول وعجزه بالحرف الأخير (عوار/ الدار).التشبيهتقول الخنساء:كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَتفَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُفقد شبهت الخنساء دموع عينيها وهي تسيل بغزارة على خديها بالمطر الغزير الذي يسيل بغزارة وكثرة.وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِكَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُشبهت أخاها صخرًا بجبل يهتدي به الناس في طريقهم.
الاستعارةتقول الخنساء:مَشىالسَبَنتىإِلى هَيجاءَ مُعضِلَةٍلَهُ سِلاحانِ أَنيابٌ وَأَظفارُهُنا استعارة تصريحية، حيث شبهت الخنساء أخاها صخرًا بالنمر، فحذفت المشبه (صخر)، وذكرت المشبه به السبنتى وهو النمر، وذلك لشدة قوته وشجاعته والقرينة هُنا أنّ كلًا من النمر وأخيها شجاع مقدام.الكنايةتقول الخنساء:وَلا تَراهُ وَما في البَيتِ يَأكُلُهُلَكِنَّهُ بارِزٌ بِالصَحنِ مِهمارُوَإِنَّ صَخراً لَوالِينا وَسَيِّدُناوَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُكثيرة هي الكنايات عن كرمه وجوده فنجد مثلًا (بِالصَحنِ مِهمارُ)، وهُنا تُشير أنّ أخاها صخرًا يملأ الصحون بكثرة عند إطعامه لمن جاءه ضيفًا أو محتاجًا، فهو لا يجود بالطعام فقط، بل عطائه مبالغ فيه، وأيضًا (إِذا نَشتو لَنَحّارُ) فإذا جاء فصل الشتاء الذي تكون حاجة الناس فيه للغذاء كبيرة، فإنّ أخاها صخرًا هو من يقوم بذبح المواشي والنوق لإطعامهم.حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍشَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ(حمال الوية) كناية على بأسه الشديد، فحامل اللواء بالجيش هو السيد الشجاع الذي يستطيع الثبات والصمود حين المواجهة، أمّا (هباط أودية) كناية على كثرة الترحال والسفر إمّا للمعارك أو لأمر به الخير، (شهاد أندية) والنادي هو المكان المهيأ لجلوس القوم فيه،ويكون أخوها صخر حاضرًا فيه متحدثًا، وذلك كناية عن سيادته، (للجيش جرار) كناية عن شجاعته وبسالته.
نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍفَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُأمّا جملة (نَحّار راغِيَةٍ) فالكناية فيها عن كرمه فهو يذبح الراغية وهي الناقة،لإكرام ضيوفه أو لإطعام المساكين، أمّا (ملجاء طاغية) فالكناية فيها على شهامته وخصاله الحميدة، فكثير ما يحتمي به الضعفاء من الطغاة، (فكاك عانية) وكثيرًا ما يكون سببًا لتحرير أسيرة.تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَتوَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستاروَإِنَّ صَخراً لَمِقدامٌ إِذا رَكِبواوَإِنَّ صَخراً إِذا جاعوا لَعَقّارُفي هذه الجملة (ودونه من جديد الترب أستار) كناية عن موته الحديث،ومن الكناية على كرمه أيضًا جملة (إِذا جاعوا لعقّار)، فهو كثير الذبح للمواشي والنوق إذا أظهر قومه الجوع، (وَإِنَّ صَخراً لَمِقدامٌ إِذا رَكِبوا) والكناية هُنا على إقدامه وشجاعته الشديدة.الطباقتقول الخنساء:يَوماً بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ فارَقَنيصَخرٌ وَلِلدَهرِ إِحلاءٌ وَإِمرارُظهر هُنا من خلال الكلمتين (إحلاء وإمرار).
تَرتَعُ ما رَتَعَت حَتّى إِذا اِدَّكَرَت:::فَإِنَّما هِيَإِقبالٌ وَإِدبارُظهر هُنا من خلال الكلمتين (إقبال وإدبار).وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِلَها حَنينانِ إِعلانٌ وَإِسرارُظهر هُنا من خلال الكلمتين ( إعلان وإسرار).صُلبُ النَحيزَةِ وَهّابٌ إِذا مَنَعواوَفي الحُروبِ جَريءُ الصَدرِ مِهصارُظهر هُنا من خلال الكلمتين (وهاب / منعوا).
حسن التقسيمتقول الخنساء:حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍشَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُيظهر من خلال تقسيم هذا البيت إلى جمل متساوية في الطول والإيقاع (حمال ألوية / هباط أودية/ شهاد أندية).المفارقة في قصيدة (قذى بعينيك أم بالعين عوار)تقول الخنساء:جَهمُ المُحَيّا تُضيءُ اللَيلَ صورَتُهُآباؤُهُ مِن طِوالِ السَمكِ أَحرارُالشاعرة الخنساء حينما وصفت أخاها بــ (جهم المحيا) أيّ عابس الوجه ظهر تناقض هذا الوصف مع وصفها لأخيها لاحقا بـ (تُضيء الليل صورته)، فالوجه المشرق البشوش يتناسب مع لفظة إضاءة الليل، ولكن بهذا التناقض تحققت المفارقة.