قصائد حب نزار قباني
أجمل أشعار نزار قباني في الحبشعر عن الحب نزار قبانينزار قبّانينزار توفيق القباني، ولد في 21 مارس عام 1923م وتوفي عام 1998م، هو دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، نشأ في أسرة عربية دمشقية عريقة، إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي، جمع نزار قباني مخزوناً شعرياً كبيراً، وكانت تجربته الشعرية من أكثر التجارب الشعرية انتشاراً في الوطن العربي، لقب نزار قباني بالعديد من الألقاب؛ فكان شاعر المرأة وشاعر الوطنية وشاعر الثورة، وقد احتل شعره في المرأة والحب حيزاً واضحاً لا يمكن نكرانه، وفي هذا المقال بيان لبعض الأبيات الشعرية التي قالها الشاعر نزار قباني.قصيدة أحبك جداًأحبّك جداًوأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـلوأعرف أنك ستّ النساءوليس لدي بديـلوأعرف أن زمان الحنيـن انتهىومات الكلام الجميللست النساء ماذا نقولأحبك جداً..
.أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفىوأنتِ بمنفىوبيني وبينكريحٌوغيمٌوبرقٌورعدٌوثلجٌ ونـاروأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌوأعرف أن الوصول إليكانتحـارويسعدنيأن أمزّق نفسي لأجلك أيتها الغاليةولو خيّرونيلكرّرت حبّك للمرّة الثّانيةيا من غزلت قميصك من ورقات الشجرأيا من حميتك بالصبر من قطرات المطرأحبك جداًوأعرف أني أسافر في بحر عينيكدون يقينوأترك عقلي ورائي وأركضأركضأركض خلف جنونـيأيا امرأة تمسك القلب بين يديهاسألتك بالله لا تتركينيلا تتركينيفماذا أكون أنا إذا لم تكونيأحبك جداًوجداً وجداًوأرفض من نـار حبك أن أستقيلاوهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقلاوما همّنيإن خرجت من الحب حيّاوما همّنيإن خرجت قتيلا.قصيدة أشهد أن لا امرأة إلا أنتأشهدُ أن لا امرأةأتقنت اللعبة إلا أنتواحتملت حماقتيعشرة أعوام كما احتملتواصطبرت على جنوني مثلما صبرتوقلّمت أظافريورتبّت دفاتريوأدخلتني روضة الأطفالإلا أنتِ .
.أشهدُ أن لا امرأةتشبهني كصورة زيتيةفي الفكر والسلوك إلا أنتوالعقل والجنون إلا أنتوالملل السريعوالتعلّق السريعإلا أنتِ ..
أشهدُ أن لا امرأةقد أخذت من اهتمامينصف ما أخذتِواستعمرتني مثلما فعلتوحررتني مثلما فعلتأشهدُ أن لا امرأةتعاملت معي كطفل عمره شهرانإلا أنتِ ..وقدمت لي لبن العصفوروالأزهار والألعابإلا أنتِ .
.أشهدُ أن لا امرأةكانت معي كريمة كالبحرراقية كالشعرودلّلتني مثلما فعلتوأفسدتني مثلما فعلتأشهد أن لا امرأةقد جعلت طفولتيتمتد للخمسين .. إلا أنتأشهدُ أن لا امرأةتقدر أن تقول إنها النساء .
. إلا أنتوإن في سُرَّتِهامركز هذا الكونأشهدُ أن لا امرأةتتبعها الأشجار عندما تسيرإلا أنتِ ..ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجيإلا أنتِ .
.أشهدُ أن لا امرأةاختصرت بكلمتين قصة الأنوثةوحرّضت رجولتي عليَّإلا أنتِ ..
أشهدُ أن لا امرأةتجتاحني في لحظات العشق كالزلزالتحرقني .. تغرقنيتشعلني .. تطفئنيتكسرني نصفين كالهلالأشهدُ أن لا امرأةتحتل نفسي أطول احتلالوأسعد احتلالتزرعنيورداً دمشقياًونعناعاًوبرتقاليا امرأةأترك تحت شَعرها أسئلتيولم تجب يوماً على سؤاليا امرأة هي اللغات كلهالكنّهاتلمس بالذِهْنِ ولا تُقالأيتها البحرية العينينوالشمعية اليدينوالرائعة الحضورأيتها البيضاء كالفضةوالملساء كالبلورأشهدُ أن لا امرأةعلى محيط خصرها تجتمع العصوروألف ألف كوكب يدورأشهدُ أن لا امرأة .
. غيرك يا حبيبتيعلى ذراعيها تربى أول الذكوروآخر الذكورأيتها اللّماحة الشفافةالعادلة الجميلةأيتها الشهية البهيةالدائمة الطفولةأشهد أن لا امرأةاستقبلت بصدرها خناجر القبيلةواعتبرت حبّي لهاخلاصة الفضيلةأشهدُ أن لا امرأةتخرج من سحب الدخان .. إن دخنتتطير كالحمامة البيضاء في فكري .. إذا فكرتيا امرأة .
.كتبت عنها كتباً بحالهالكنّها برغم شعري كلهقد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبتأشهدُ أن لا امرأةإلا أنتِ .
.إلا أنتِ ..
إلا أنتِ ..قصيدة حبّ بلا حدوديا سيِّدتي:كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخيقبل رحيل العامْ.
أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍبعد ولادة هذا العامْ..
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ.أنتِ امرأةٌ..
صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..ومن ذهب الأحلامْ.
.أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسديقبل ملايين الأعوامْ.
.يا سيِّدتي:يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ.يا أمطاراً من ياقوتٍ.
.يا أنهاراً من نهوندٍ..
يا غاباتِ رخام..يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ.
.وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي.
.في إحساسي..
في وجداني.. في إيماني..
فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..يا سيِّدتي:لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ.
أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.سوف أحِبُّكِ.
.عند دخول القرن الواحد والعشرينَ..
وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ..وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ.
.وسوفَ أحبُّكِ..
حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..وتحترقُ الغاباتْ.
.يا سيِّدتي:أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..
ووردةُ كلِّ الحرياتْ.يكفي أن أتهجى اسمك..
حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..وفرعون الكلماتْ.
.يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..
حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..وتُرفعَ من أجلي الراياتْ.
.يا سيِّدتيلا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.لَن يتغيرَ شيءٌ منّي.
لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.
حين يكون الحبُ كبيراً..والمحبوبة قمراً.
.لن يتحول هذا الحُبُّلحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ..
.يا سيِّدتي:ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَينيلا الأضواءُ..
ولا الزيناتُ..ولا أجراس العيد.
.ولا شَجَرُ الميلادْ.لا يعني لي الشارعُ شيئاً.
لا تعني لي الحانةُ شيئاً.لا يعنيني أي كلامٍيكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.يا سيِّدتي:لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِحين تدقُّ نواقيس الآحادْ.
لا أتذكرُ إلا عطرُكِحين أنام على ورق الأعشابْ.لا أتذكر إلا وجهُكِ..
حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ.
.ما يُفرِحُني يا سيِّدتيأن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِبين بساتينِ الأهدابْ..
.ما يَبهرني يا سيِّدتيأن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..
أعانقُهُ..وأنام سعيداً كالأولادْ.
..يا سيِّدتي:ما أسعدني في منفايأقطِّرُ ماء الشعرِ.
.وأشرب من خمر الرهبانْما أقواني..
حين أكونُ صديقاًللحريةِ.. والإنسانْ..
.يا سيِّدتي:كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..
وفي عصر التصويرِ..وفي عصرِ الرُوَّادْكم أتمنى لو قابلتُكِ يوماًفي فلورنسَا.
أو قرطبةٍ.أو في الكوفَةِأو في حَلَبٍ.أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ.
..يا سيِّدتي:كم أتمنى لو سافرنانحو بلادٍ يحكمها الغيتارْحيث الحبُّ بلا أسوارْوالكلمات بلا أسوارْوالأحلامُ بلا أسوارْيا سيِّدتي:لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتيسوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ.
.وأعنفَ مما كانْ..
أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..
وفي تاريخِ الشعْرِ..وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ.
..يا سيِّدةَ العالَمِلا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْأنتِ امرأتي الأولى.
أمي الأولىرحمي الأولُشَغَفي الأولُشَبَقي الأوَّلُطوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ…
يا سيِّدتي:يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولىهاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..هاتي يَدَكِ اليُسْرَى.
.كي أستوطنَ فيها..
قولي أيَّ عبارة حُبٍّحتى تبتدئَ الأعيادْ.قصيدة رفقاً بأعصابيشَرَّشْتِ ..
في لحمي وأعْصَابي ..وَمَلَكْتِني بذكاءِ سنجابِشَرَّشْتِ .
. في صَوْتي، وفي لُغَتيودَفَاتري ، وخُيُوطِ أَثوابي ..شَرَّشْتِ بي .
. شمساً وعافيةًوكسا ربيعُكِ كلَّ أبوابي ..شَرَّشْتِ .
. حتّى في عروقِ يديوحوائجي .. وزجَاج أكوابي ..
شَرَّشْتِ بي .. رعداً .. وصاعقةًوسنابلاً، وكرومَ أعنابِشَرَّشْتِ .
. حتّى صار جوفُ يديمرعى فراشاتٍ .. وأعشابِتَتَساقطُ الأمطارُ .. من شَفَتِي .
.والقمحُ ينبُتُ فوقَ أهْدَابي ..
شَرَّشْتِ .. حتَّى العظْم .. يا امرأةًفَتَوَقَّفي .
. رِفْقاً بأعصابي ..